المنتدى : محور الأخبار والمستجدات
الاستخبارات العسكريّة: حماس حصلت على شبكة اتصال لا يمكن اختراقها
___________________________________________
الناصرة ـ االقدس العربيب ما زالت الترسانة العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشغل بال صناع القرار في إسرائيل من المستويين السياسي والأمني، لا بل أكثر من ذلك، فإن هذه المسألة باتت تقض مضاجعهم، خصوصاً أنّ الدولة العبرية لم تتمكن من فعل أي شيء لمنع تعاظم قوة حماس العسكرية.
وفي هذا السياق، قالت وثيقة جديدة لجهاز الأمن العام (شاباك) إن مهربي الأسلحة في شبه جزيرة سيناء يعملون عقب الثورة المصرية من دون حسيب أو رقيب. ونتيجة ذلك، أصبحت الوسائل القتالية التي جرى تهريبها في الآونة الأخيرة إلى قطاع غزة تشمل مئات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 20- 30 كيلومتراً، وألف قذيفة هاون، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وأطناناً من المواد المتفجرة والمواد الخام التي تُستعمل في تصنعها.
وأشارت الوثيقة إلى أنه قبل اندلاع الثورة في مصر عملت السلطات هناك على كبح تهريب الوسائل القتالية من خلال تنفيذ مشروعات هندسية في منطقة الحدود مع القطاع، مثل مشروع الجدار الفولاذي الذي تم الشروع في إقامته تحت الأرض، غير أن اهتمام مصر بات في الوقت الحالي منصباً على استقرار السلطة الجديدة.
وأكد مسؤولون في جهاز الشاباك لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' أن إيران تقوم بدور مركزي في عمليات تهريب الأسلحة هذه من أجل تحسين القدرات القتالية لدى حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ويبدأ المسار الأساسي لهذه العمليات من إيران ويمر في السودان ومصر وصولاً إلى شبه جزيرة سيناء، ومن هناك إلى قطاع غزة. ومعظم الذين يعملون في عمليات التهريب في سيناء هم من البدو، إذ تشكل هذه العمليات بالنسبة إليهم مصدر دخلهم الرئيسي.
علاوة على ذلك، نشرت الصحيفة العبريّة تقريرا سريا للغاية حول تقديرات الجيش الإسرائيلي لقوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وحسب التقرير فإن الحركة سيطرت على جميع المستشفيات في القطاع، كما أنها قامت بتشغيل أطباء من حركة حماس فقط لإحكام سيطرتها على المستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، سيطرت الحركة بشكل كامل على المدارس في القطاع، وحولت مناهج التعليم من مدنية إلى إسلامية أصولية، حيث يتعلم الطلاب الايديولوجيا الحماسية، بوساطة مربين ومعلمين من حماس. وزاد التقرير قائلا إن الشوارع في القطاع نظيفة ومرتبة، وأن المواطن الفلسطيني يشعر بالأمان، كما أنه يشعر بأن السلطة مهتمة به جيدا.
ووفق التقرير الإسرائيلي فإنّ إيران تقوم بتهريب المبالغ الطائلة من الأموال إلى القطاع، وبهدف تمويل الجيش الذي تعكف حماس على إقامته، والذي وفق التقرير فإن جيش حماس يتحول يومًا بعد يوم إلى جيش نظامي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وأن الجيش الجديد يبلغ عدد أفراده عشرات آلاف المقاتلين المدربين، علاوة على ذلك، فإن إيران تقوم بدفع رواتب الموظفين التابعين لحماس في القطاع. كما أن الدعم الإيراني لا يقتصر على الجيش فقط، بل أن إيران تقوم بإمداد عائلات الشهداء بالأموال لتغطية معيشتها اليومية، الأمر الذي يعزز مكانة إيران وحماس في صفوف الشعب الفلسطيني، على حد وصف التقرير الإسرائيلي. وكشف التقرير النقاب عن أنه خلافا للماضي، فإن حماس تقوم بالتحضير لصناعة عسكرية متطورة للغاية، التي تعتمد على آلاف المهندسين الفلسطينيين وأصحاب ألقاب الدكتوراه في الفيزياء والكيمياء، الذين يزورون إيران بشكل منظم، ويتلقون تدريبات في سبل تطوير الأسلحة من الناحية التكنولوجية وإقامة بنية تحتية للصناعات العسكرية الفلسطينية. ويقول التقرير أيضا أن حركة حماس تقترب كثيرا من المقدرة على إنتاج صواريخ مضادة للدبابات، ومنظومات متطورة ستسبب لإسرائيل آلاف الخسائر في الأرواح، وهي أكثر خطورة من الصواريخ الموجودة اليوم ومن قذائف الهاون التي تملكها الحركة. بالإضافة إلى ذلك، أكد التقرير، أن حركة حماس تقوم بتلغيم المباني السكنية المرتفعة لكي يتم تفجيرها في حال دخول جيش الاحتلال إلى القطاع، كما يهدد أركان الدولة العبرية. وزاد التقرير قائلا إن حركة حماس تخزن أسلحة وعتادا بكميات كبيرة في البيوت لاستعمالها فيما إذا أقدمت إسرائيل على إعادة احتلال القطاع.
في سياق ذي صلة، قالت مصادر صحافية في تل أبيب إنّ حماس تسلّمت شبكة اتصالات صينية متقدمة جدا من إيران تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات حزب الله اللبناني. وذكر موقع سكوب الإسرائيلي على الانترنت، إن مصادر غربية وأمريكية قالت إن الحديث يدور عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم سيلغ وهي من طراز شبكة الاتصالات سي 2 مغلقة جدا من الناحية التكنولوجية، وتُمكّن المقاتلين من إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها.
وقال الموقع انه تمت صناعة هذه الشبكة في الصين، ووفق التقديرات فإن تعديلات وتطويرات أدخلت عليها في إيران، كما أن شبكات مماثلة تستعمل من قبل الجيش الأمريكي. وتابعت المصادر قائلة إن عناصر حركة حماس في غزة غير الملمين بالتكنولوجيا الحديثة، يواجهون مشكلة في استخدام هذه الشبكة حتى الآن، لأن الحركة لم تهتم في السابق بالتكنولوجيا المتقدمة وهي تنظيم مغلق ومتخلف على عكس حزب الله. لكن يبدو أن نجاحات حزب الله في الحرب الأخيرة ضد إسرائيل دفعت حماس إلى محاولة مواكبة التطورات التكنولوجية واقتناء الشبكة التي يتم التدرب على استعمالها على أيدي خبراء حزب الله في البقاع اللبنانيّ.
وكشف رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي، يوفال ديسكين، النقاب عن أن الصواريخ التي تمتلكها حماس تصل إلى مدينة أسدود، وأيضا كريات غات، الواقعتين إلى الشمال من عسقلان، وأنها تمكنت من إدخال أسلحة متطورة جدا إلى القطاع.
وتابع ديسكين، أن العلاقات بين حماس وطهران تطورت جدا في الآونة الأخيرة، وقامت إيران بتزويد حماس بصواريخ بعيدة المدى، لافتا إلى أن عامل الزمن يلعب لصالح حماس، وأن التهديد على إسرائيل في تنام مستمر. ووفق الاستخبارات العسكرية فان حماس تسعى لبناء جيش على غرار تجربة حزب الله، وأن التهدئة ستوقف الإرهاب الفلسطيني لفترة قصيرة، ولكنها ليست الحل للإرهاب، مشيرا إلى أن حماس تسعى إلى خلق ميزان رعب جديد مع الدولة العبرية. وزاد أن التوصل إلى سلام مع حماس هو من رابع المستحيلات.